بعد انتهاء مباراة الأهلي وبتروجيت ، وتسبب أمير عبد الحميد في الهدفين ، تذكرت الأهلي في كأس العالم الأخيرة ، وكيف أن أمير تسبب في المباراة الأولى في ثلاثة أهداف على الأقل من الأربعة التي سجلت - مع مشاركة فعالة في الهدف الرابع - جلست أفكر في حال حراسة المرمى بالنادي الأهلي ، والتي وصلت على يد أمير عبد الحميد لأدنى مستوياتها .
وقد تناقشت مع بعض أخلائي فيما دفعني للتفكير بالأمور التالية :1. مع الحضري سامحه الله ، كان دفاع الأهلي يشعر بالثقة العمياء في حارس المرمى الواقف رواءه ، فعندما يخطئ المدافع فهو متأكد من وجود حارس مرمى قدير قادر على تدارك الخطأ ، ينافس نفسه دائماً لتحقيق الأفضل ، يطور من مستواه - بمساعدة كبيرة من المدرب الرائع أحمد ناجي - يبث الثقة في المدافعين بتوجيهاته الصحيحة غالباً وانعكس هذا الوضع على المدافعين فخلت شباك الأهلي في مباريات عديدة من الأهداف ودخل الحضري في موسوعة أكثر الحراس حفاظاً على نظافة شباكه.
أما مع أمير فالوضع مختلف ، إذ أن ثقته المهزوزه بنفسه وخبرته المحدودة ومهارته المشكوك فيها أصلاً فإن الدفاع الأهلاوي اهتزت ثقته في نفسه وغدا عدد الأهداف التي دخلت مرمى الأهلي في نصف موسم أكثر مما دخلته في موسم كامل .
2. أمير وصل لسن الثلاثين ، وقد بدأ حياته كحارس أساسي في هذه السن ، معنى هذا أن خبرته ضئييييييييلة جداً بالمقارنة بأي حارس آخر .
3.الأهلي تعاقد مع رمزي صالح على أساس أنه ذو مهارة تؤهله للعب في نادي القرن أكبر نادي في مصر وأفريقيا ، إذن فهو على مستوى جيد ، فلماذا لم نره ، إما أنه غير جدير بحراسة مرمى الأهلي وأمير عبد الحميد يتفوق عليه بمراحل وفي هذه الحالة من الأفضل له أن يرحل ويخلي مكانه في القائمة لغيره لعله يكون مفيداً عنه ، أو أنه من ذوي المهارات العالية في حراسة المرمى وبالتالي فهو يتعرض لظلم شديد في النادي الأهلي ، ومن حقه اللعب في ظل المستوى المتردي لأمير .
4. في النقطة الأولى قلنا أن أمير بدأ حياته فعلياً في سن الثلاثين ، أتمنى ألا يكرر الأهلي هذا الخطأ مرة أخرى مع أحمد عادل عبد المنعم ، الأهلي (ركن) إكرامي الصغير حتى صدأت موهبته ، ولو اختلفت معي في هذا الأمر فإنه احترف وركن هناك مرة أخرى ، وربما دل هذا الأمر على كون موهبة إكرامي عادية ، لنتوقف قليلاً ونتذكر الحضري في بداياته مع الأهلي ، كيف كان مستواه وكم تحمله الأهلاوية كثيراً حتى نضج على يد أحمد ناجي وبات أفضل حارس في أفريقيا وأحد أفضل الحراس في تاريخ مصر على الإطلاق ، هناك تجربة أخرى عالمية وهي كاسياس حارس مرمى ريال مدريد وأحد أفضل حراس أوروبا قاطبة ، ما أريد قوله أن إعطاء أحمد عادل عبد المنعم الفرصة كأساسي قد ينتج عنه حارس أسطوري قلما نجد مثله ،وخصوصاً أن أحمد عادل في أوائل سني شبابه -21 سنة - ووجود مدرب قدير لحراسة المرمى كأحمد ناجي يبشر بالخير الوفير.
5. أتمنى أن أعرف كيف يفكر مانويل جوزيه المدير الفني القدير - وأقصدها فعلاً فهو رجل عبقري - للنادي الأهلي ، مع عصام الحضري كان يتمنى أن يقع في الخطأ ليوقع عليه أشد العقاب ، كنزع شارة الكابتن على سبيل المثال ، ومع لاعبين أمثال إبراهيم سعيد عندما كان في الأهلي فلطالما عاقبه، ربما يكونان من مثيري المشاكل ، فماذا عن لاعبين كثر أتوا ورحلوا بدون فرصة حقيقية ، مثل وائل رياض وعادل مصطفى والأمثلة أيضاً كثيرة لا تسعفني الذاكرة بها ، أيضاً صبره الرهيب على لاعبين ، جنى ثمار صبره عن بعضهم كفلافيو ، وما زال يتجرع المر من أخطاء شادي محمد وسيد معوض وأخص بالذكر أمير عبد الحميد ، في تحليل المباراة قال هادي خشبه أن من الممكن الصبر على أخطاء المهاجم أو أي لاعب في أي مركز فالفريق من الممكن أن يفوز بدون أهدافه أو من الممكن تدارك أخطائه ولكن من الصعب جداً الصبر على أن نصبر على حارس مرمى مهتز الثقة أو قليل الخبرة أو ضعيف المستوى - كلها ما شاء الله متوفرة في أمير -لأن خطأه من الممكن أن يودي ببطولة بأكلمها .
6. دفاع الأهلي الذي اهتز مع أمير هو أمر خطير يلوح لنا بأمر أخطر ، إذا اهتزت ثقة هذا الدفاع ومع اهتزاز مستوى المدافعين في الزمالك على سبيل المثال وضعف وانخفاض مستوى حراس المرمى في مختلف الأندية فإن المنتخب الذي يستعد لخوض غمار تصفيات كأس العالم بجانب بطولة العالم للقارات ، أخشى أن تفوت علينا فرصة كبيرة لدخول كأس العالم ، وأخشى أكثر من فضيحة كبيرة في كأس القارات إن لم نتدارك الوضع المؤسف .
الخميس فبراير 26, 2009 8:56 am